الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الباجي قائد السبسي يتهّم النهضة بالتحكّم في الحكومة وتسيير الشاهد وفق "حساباتها"، ويتحدّث عن "خطّتها" القادمة للسيطرة على مؤسسات الدولة

نشر في  28 جانفي 2019  (21:31)

في حوار له أجراه مع صحيفة العرب اللندنية، أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن حركة النهضة هي من تتحكم في الحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد وأنها تسيرها وفق حساباتها، مشددا على أنه بلا دعم النهضة لن تكون هناك حكومة.

وقال السبسي في لقائه مع رئيس تحرير صحيفة “العرب” الدولية بقصر قرطاج أن بقاء الشاهد على رأس الحكومة رهين موقف النهضة منه حتى وإن كان عدد الوزراء المنتمين إلى هذه الحركة، بشكل معلن، أقلية في الحكومة.

ولم يستبعد رئيس الجمهورية أن يدعم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الشاهد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سياق خطة الحركة لإحكام سيطرتها على الحكومة ومؤسسات الدولة مستفيدة من حاجة الشاهد والحزب الجديد “تحيا تونس” إلى الدعم ورغبته بالحكم.

وقال إنه يدعم التحقيق الذي يجري بشأن الجهاز السري الذي تتهم الحركة بتشكيله، وإن النهضة يجب ألا تخشى هذا التحقيق إذا لم يكن لديها ما تخفيه.

وتتهم أوساط سياسية تونسية بأن الجهاز السري قد يكون وراء الاغتيالات التي جرت في 2013، ووراء تسفير الجهاديين إلى مواقع الصراع في ليبيا وسوريا.

ويقول السبسي في هذا الاطار “أنا من موقعي كرئيس للجمهورية، بقطع النظر عن انتماءاتي الشخصية، أدعم الشفافية (...) ودولة مثل تونس تريد أن تكون ثورتها نزيهة يجب أن تعرف هل هذا الجهاز موجود أم لا. لهذا يجب أن نقوم بالاستقصاء والتحقق للتأكد من أنه موجود. نحن لا نتهم دون حجة”.

واعتبر انّ التحقيق يفتح أبوابا كثيرة في علاقة النهضة مع دول وتنظيمات عالمية وهو ما يراه الباجي جزءا من مسار الشفافية في تونس. فـ"الحديث عن البعد العالمي لحركة النهضة صحيح كونها من جماعة الإخوان المسلمين. لكن لا ننكر أن النهضة قامت بمجهود لتتحول إلى حزب سياسي عادي. لكن هذا المجهود غير كاف. عندما انعقد المؤتمر الأخير للنهضة حضرت في افتتاحه حتى أشجع على التحول إلى حزب سياسي حقيقي لكن تبين أن هذا المجهود غير كاف وذلك لأنه قام على فكرة الفصل بين الدعوي والسياسي، وهذا غير ممكن وليس هو المطلوب. على كل حال الثابت الآن أنه يجب التأكد من وجود هذه الذراع السرية لسلامة الأوضاع أولا، وثانيا نتأكد هل كان لهذه الذراع دور في الاغتيالات أم لا، رغم رغبة بعض الأطراف في التعتيم على الموضوع لضمان دعم النهضة في الانتخابات القادمة." وفق تصريحه.

ترويكا جديدة بقيادة النهضة

 ويرى السبسي أن "النهضة هي الحزب الأول وتملك الأغلبية في مجلس نواب الشعب بـ68 نائبا، وهؤلاء صوتوا للحكومة الجديدة دون استثناء، كما صوتت لها أطراف أخرى منها الائتلاف الوطني، المكون من شظايا الكثير من الأحزاب التي انفصل أعضاؤها عن نداء تونس، وحزب آفاق تونس، والاتحاد الوطني الحر، يضاف إليهم نواب حزب مشروع تونس (وأصلهم من النداء)، ليكونوا أغلبية بـ130 نائبا، أي 60 بالمئة من مجموع النواب".

ويرى الرئيس الباجي أن من أعطى المشروعية للحكومة (بعد المطالبة بتغييرها) "هي هذه الترويكا الجديدة: النهضة والائتلاف الوطني ومشروع تونس

 وفي الشأن العربي، يراهن الرئيس التونسي على نجاح القمة العربية المقرر عقدها في تونس، ويأمل أن تتوج هذه القمة المسار التصالحي مع محيطها العربي، وهو مسار كان قد تأثر بشكل سلبي خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة حيث وترت علاقات تونس مع الجميع وأبقت فقط على علاقتها بقطر.

 ويعتقد الرئيس التونسي أن سوريا هي شاغل القمة القادمة، مؤكدا “نحن لا نملك مواقف سلبية ضد سوريا أو أي كان. نحن مع الإجماع العربي، والقرار الذي ستعتمده الجامعة العربية سنعتمده”.

ويأخذ الملف الليبي أهمية كبرى بالنسبة إلى تونس، والرئيس الباجي بصفة خاصة، حيث يقول إنه “عندما انهارت الدولة في ليبيا تضررت تونس. نحن في تونس نرغب في عودة الدولة الليبية ونعمل من أجل ذلك. لكن عن طريق ليبي-ليبي ودون تدخلات خارجية”.

وحث الأوروبيين على أن يتركوا الليبيين ليجدوا الحل بأنفسهم برعاية الأمم المتحدة.

* للاطلاع على الحوار كاملا عبر هذا الرابط:

https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%86%D9%88%D8%B4%D9%8A-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-0